نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: قطر وتركيا اتفقتا على تطوير العلاقات الثنائية بشكل مستمر

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن نتائج مباحثات الاجتماع التحضيري للدورة الثامنة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية كانت بناءة ، معرباً عن شكره لفرق العمل من وزارتي الخارجية على التحضير لأعمال هذه اللجنة.   

وأوضح سعادته ، في مؤتمر صحفي مشترك مع سعادة السيد مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية بالجمهورية التركية الشقيقة اليوم في إسطنبول، أن الجانبين اتفقا على تطوير العلاقات الثنائية بشكل مستمر، خصوصاً في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، وتعزيز العلاقات الثقافية والإنسانية بين شعبي البلدين.

وقال إن المباحثات شكلت فرصة لعقد مشاورات سياسية حول القضايا المختلفة ، وهناك توافق تام في وجهات النظر بين دولة قطر وتركيا في القضايا المختلفة ، مشيراً إلى أن الجانبين ناقشا تطورات القضية الفلسطينية التي تعد القضية المركزية لكلا الدولتين، وتطرقا إلى إعلان الجزائر الذي تم التوقيع عليه بين الفصائل الفلسطينية ، مجدداً ترحيب دولة قطر بهذا الإعلان ، كما تمنى أن تسهم هذه الخطوات الإيجابية في إنهاء حالة الانقسام التي أثرت بشكل كبير على القضية الفلسطينية.
 

وأعرب سعادته عن إدانة دولة قطر للتصعيد الإسرائيلي الذي يحدث بشكل يومي ، والانتهاكات في مناطق الضفة الغربية المختلفة والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.

وبشأن تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية أشاد سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية،  بالدور الذي تلعبه تركيا الشقيقة ودبلوماسيتها في تحقيق الاستقرار  لأسواق الأغذية، خاصة أسواق الحبوب، منوهاً في هذا السياق باتفاقية إسطنبول التي تم التوقيع عليها قبل عدة أشهر، معرباً في هذا الصدد عن دعم دولة قطر للجهود الدبلوماسية التركية.  

 كما جدد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني موقف دولة قطر الثابت حيال هذه الأزمة، ورفضها انتهاك سيادة الدول،وسيادة أوكرانيا في هذا السياق بشكل خاص، مؤكداً دعم دولة قطر لكافة الجهود الدبلوماسية لإنهاء هذه الحرب بأسرع وقت ممكن وفق الحلول السلمية والدبلوماسية.

وقال سعادته إن المباحثات ناقشت أيضاً تطورات الأوضاع في سوريا وليبيا وأفغانستان والعراق ، مضيفاً أننا ندعم عمل المبعوث الأممي لسوريا، ونود أن يكون هناك جدية وتقدم من قبل وفود النظام في اللجنة الدستورية، وأن يكون هناك حل سياسي فعلي لإنهاء معاناة الشعب السوري في أسرع وقت ممكن. 

وتابع سعادته أن موقفنا أيضاً ثابت تجاه أهمية وحدة الأراضي الليبية وإنهاء الانقسام في أسرع وقت ممكن، وتحقيق الاستقرار وإقامة الانتخابات وفق القواعد الدستورية والقانونية التي يتم الاتفاق عليها.

وبشأن أفغانستان أعرب سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ، عن شكر دولة قطر لتركيا على دعمها للجهود القطرية في أفغانستان لتحقيق الاستقرار هناك، ووضع حد لمعاناة الشعب الأفغاني من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، وأيضاً من خلال التعامل مع الحكومة الحالية لوضع حد للإجراءات التي تحمل انتهاكات واضحة لبعض فئات الشعب الأفغاني.

وقال سعادته إن المحادثات تطرقت أيضاً لأهم التطورات في العراق ، مختتماً بالشكر لتركيا على دعمها لدولة قطر لتنظيم بطولة كأس العالم ، مضيفاً أن هناك تعاوناً مستمراً بين كافة الجهات في دولة قطر والجمهورية التركية الشقيقة لإنجاح هذه البطولة، ونتطلع لاستضافة العالم خلال أقل من شهرين من الآن. وستكون هذه البطولة كما وعدت دولة قطر منذ اثنى عشر عاماً من أفضل البطولات في التاريخ.

ورداً على أسئلة الصحفيين قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إن اللقاء الذي عقد على هامش قمة "سيكا" في أستانا بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ، وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، ناقش عدة قضايا ثنائية وإقليمية، مشدداً على أن موقف دولة قطر واضح  تجاه ما يحدث حالياً في الأزمة الروسية الأوكرانية، مشيراً إلى أن هناك تداعيات للأزمة على أسواق الطاقة، ودولة قطر لاعب رئيسي في هذه الأسواق العالمية، كما نوه إلى  تداعياتها على الأمن الغذائي العالمي، وانعكاسات ذلك على النظام الدولي بشكل كامل. 

وتابع سعادته أن اللقاء تطرق بشكل مستفيض إلى عدة قضايا قضايا إقليمية وقضايا أخرى لا نريد أن تتأثر بما يحدث في الوقت الحالي من تصعيد بين روسيا وأوكرانيا، ومنها الملف النووي الإيراني، وأيضاً سوريا والجهود المبذولة في ليبيا ، مشدداً في هذا السياق على أهمية الحوار وفتح كافة قنوات الاتصال مع كافة الأطراف لوضع حد لهذا التصعيد، مؤكداً موقف دولة قطر الثابت من احترام سيادة الدول واحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الذي لا يتجزأ ، مضيفاً أن الذي ينطبق على أوكرانيا ينطبق أيضاً على القضايا الأخرى سواء في فلسطين ووضع حد للاحتلال الإسرائيلي هناك أو في ما يخص أي دولة أخرى.

وقال سعادته إن هناك توافقاً بين مواقف دولة قطر وتركيا في مختلف القضايا التي تم مناقشتها اليوم، مشيراً إلى أن تركيا تجد كل الدعم في مساعيها لإيجاد حلول للأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها ، موضحاً أنه لا يوجد تدخل قطري أو مبادرة قطرية لإنهاء هذه الأزمة، ودولة قطر دائماً على استعداد لدعم كافة الجهود الدولية التي تسهم في حل الأزمة ، ونحن على تواصل مستمر مع الأشقاء في تركيا وسنقدم أي دعم تحتاجه لإنجاح هذه الجهود.  

ومن جانبه قال سعادة وزير خارجية الجمهورية التركية الشقيقة، إن المباحثات ناقشت العلاقات الثنائية، لافتًا إلى أن العلاقات التجارية بين البلدين في تطور مستمر، وحجم التبادل التجاري يزداد بشكل متسارع ، معرباً عن تقدير بلاده لجهود دولة قطر للحد من أزمة الطاقة.